قال سابق البربري قصيدة طويلة فيها مواعظ وحكم، تأثر بها عمر بن عبد العزيز تأثراً بالغاً. وهي: <br />بسم الذي أنزلت من عنده السُّوَرُ ... والحمد لله أما بعد يا عمر <br />إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر ... فكن على حذر قد ينفع الحذر <br />واصبر على القدر المجلوب وارض به ... وإن أتاك بما لا تشتهي القدر <br />فما صفا لامرئٍ عيش يُسَرُّ به ... إلا سيتبع يوماً صفوه كدر <br />واستخبر الناس عما أنت جاهله ... إذا عميت فقد يجلو العمى الخبر <br />قد يرعوي المرء يوماً بعد هفوته ... وتحكم الجاهلَ الأيام والعبر <br />من يطلب الجور لا يظفر بحاجته ... وطالب الحق قد يُهدى له الظَّفرُ <br />وفي الهدى عبرٌ تشفى القلوبُ بها ... كالغيث ينضُر عن وسميِّه (3) الشجر <br />وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها ... ولا البصير كأعمى ماله بَصرُ <br />والرُّشد نافلة تُهدى لصاحبها ... والغيُّ يكره منه الوِرْدُ والصَّدر <br />وقد يوبق المرءَ أمرٌ وهو يحقره ... والشيءُ يا نفسُ ينمى وهو يُحَتَصرُ <br />لا يشبع النفس شيء حين تحرزه ... ولا يزال لها في غيره وطر <br />ولا تزال، وإن كانت لها سعة ... كما تُعيِّرُ لون اللمة الغِير