سلسلة (3) الدر المنثور في جهد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ <br /> درر تبليغية ...وبصائر دعوية ...دعوة على منهاج النبوة <br /> اعداد : محمد حماد أبو مصعب <br /> أيها الداعية ... (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) <br /> <br /> لما أمرربنا جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم بالإنذار ، فكأن سائلا سأل ، <br />يقول : بماذا ينذر ؟ <br />فقال : أن يكبر ربه عن الشركاء والأضداد والأنداد ومشابهة الممكنات والمحدثات ، <br /> ونظيره قوله في سورة النحل : (أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ) [النحل : 2] <br />وهذا تنبيه على أن الدعوة إلى معرفة الله ومعرفة تنزيهه مقدمة على سائر أنواع الدعوات <br />﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ والأمر يفيد الفرضيَّة؛ لذلك قام رسولُ الله، فقال: ((الله أكبر))، فكبَّرَت السيِّدة خديجة، وعلمَتْ أنه الوحيُ من الله. <br />(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) : أيْ واختَصَّ سَيِّدَكَ ومَالِكَك ومُصْلِحَ أمُورِكَ بالتكبيرِ، وهو وَصْفُه سُبحانَه بالكبرياءِ والعظمَةِ، وأَنه أكْبَرُ مِن أنْ يَكونَ له شَريكٌ. <br /> <br /> قال اهل التفسير : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) <br /> قال ابن كثير ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: خصه بالتعظيم، ولا تشرك به في ذلك أحدًا <br />قال الكلبي ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: عظم ربك مما يقوله عبدة الأوثان . <br /> قال مقاتل ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: هو أن يقول : الله أكبر <br />قال ابن العربي : المراد به تكبير التقديس والتنزيه بخلع الأضداد والأنداد والأصنام ولا يتخذ وليا غيره ولا يعبد سواه ، ولا يرى لغيره فعلا إلا له ولا نعمة إلا منه <br /> <br /> <br /> أيها الداعية ... (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) <br /> لطائف وفرائد وبصائر <br />• ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: كبره في اعتقادك وكبره بقولك تسبيحا وتعليما وإذا قال هذه الكلمة أفاد وصف الله بأنه أكبر من كل كبير ، <br />• ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: أي أجل وأنزه من كل جليل ، ولذلك جعلت هذه الكلمة افتتاحا للصلاة <br />• وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(؛ أي: عَظِّمْهُ بالتوحيدِ، واجْعَلْ مَقْصِدَكَ في إنذارِكَ وَجْهَ اللَّهِ، وأنْ يُعَظِّمَه العبادُ ويَقوموا بعِبادتِه. <br />• (قم فانذر وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) قرن الامر بالنذارة بتوحيد الله وتعظيمه ; فالثانية معينة على الأولى <br />• ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ : التَّوحيد العبادة التي بُعث من أجلها رُسُل الله – عليهم الصلاة والسلام <br />• (وربك فكبّر) : الداعية يستحضر عظمة الله الذي يدعو له فيصغر في عينه المدعو مهما كان جبارا قويا <br />• من حقق (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) هان عنده كل مرهوب دون الله تعالى