تميم البرغوثي : الشوارع فجراً <br /><br />الشوارع فجراً<br /><br />وقفت في طلل خال ومسكون<br />من الشوارع فجراً والميادين<br />أبكي الديار على جهل ومعرفة<br />فكل دار جفاها الناس تشجوني<br />أبكي عليها وتبكيني سواسية<br />ويلي من الدار أبكيها وتبكيني<br />غدا على تاركيها شوقها غضباً<br />تقول ماذا رأوْا مني ليجفوني<br />كم أتعبتني ديار أهلها ارتحلوا<br />ما زلت أكتبها شعراً وتمحوني<br />لي أمة، من رفاق بعد ما ولدوا<br />وأمة بين مقتول ومسجون<br />ناديتهم والعدى بيني وبينهمُ<br />فارتد ألف صدى منهم يناديني<br />أعني الصدى رجع صوتي والصدى عطشي<br />ثم الصدى طائر للثأر يدعوني<br />طير القتيل الذي يتلو عشيرته<br />يصيح فيهم إلى أن يثأروا اسقوني<br />فانظر سماء فويق الأرض ثانية<br />من كل طير غضوب الصوت محزون<br />أنظر سماء بأصوات وأجنحة<br />تحجب الشمس في أثوابها الجون<br />والشمس أصبر خلق الله قد سئمت<br />من ظلم نذل بصمت الحر مرهون<br />يا من ضمنتم بقتل الناس طاعتهم<br />القتل سهل وما عيش بمضمون<br />قل للذي ظن أن الوهم ينفعه<br />يسبح ببحر على الجدران مدهون<br />خف من يخافك واحذر من تبسمه<br />فما تبسم مغلوب بمأمون<br />يا من يجادل بالقانون ظالمه<br />أدانت الروم عيسى بالقوانين<br />وما الجريمة إلا فعلة حرمت<br />على العباد وحلت للسلاطين<br />وشرعة النذل جرم سنه وأرى<br />جريمة الحر شرعاً غير مسنون <br />ردوا على النذل شيئاً من بضاعته<br />من باع ذلاً بعز غير مغبون<br />
