تميم البرغوثي : غزل / يطيرُ حمامُ بيتِ اللهِ نحوي<br /><br />غَزَل<br />***********<br />يَطِيرُ حَمَامُ بَيْتِ اللهِ نَحْوِي<br />لأَرْوِيَ عَنْهُ أَشْعَاراً وَيَرْوِي<br />يُرِيدُ بما بِهِ تَخْفِيفَ ما بي<br />فَيُرْجِعُني كِلا الشَّجْوَيْنِ شَجْوِي<br />وَظَنِّي ما يَحُجُّ الطَّيْرُ إلا<br />لِجَمْعِ الشِّعْرِ مِنْ حَضَرٍ وَبَدْوِ<br />ولولا الشِّعْرُ مِنْ عَرَبٍ أَحَبُّوا<br />إِذَنْ خُلِقَ الحمامُ بِدُونِ شَدْوِ<br />يَقُولُونَ انْوِ أَنْ تَنْسَى هَوَاهم<br />وَهَلْ يَنْسَى ابْنُ آدَمَ حِينَ يَنْوِي؟<br />وَقِيلَ تَقَوَّ يا هَذَا بِصَبْرٍ<br />وَإِنَّ الصَّبْرَ يُضْعِفُ لا يُقَوِّي<br />وَقِيلَ تَرَوَّ في أَمْرٍ تَنَلْهُ<br />وَمَنْ لي ثُمَّ مَنْ لي بِالتَّرَوِّي؟<br />هَبُوا حُبِّي لَكُمْ ذَنْباً فَإني<br />رَأَيْتُ القَتْلَ فيهِ مِنَ الغُلُوِّ<br />نَكُونُ وَلا نَكُونُ إذا اعْتَنَقْنَا<br />دُخَاناً لا يَكُفُّ عَنِ العُلُوِّ<br />وَنَسْأَلُ عَنْ نَوَايانا فَتَبْدُو<br />عَلَى خَجَلٍ وَتَبْدَأُ في الدُّنُوِّ<br />تَكُونُ كَمهْرةٍ وُلِدَت حَدِيثاً<br />تَقُومُ عَلَى مَرَاحِلَ ثُمَّ تَهْوِي<br />كأنَّ لِتَوِّها لَيْلَى تَرَاني<br />كَمَا أَنِّي أَرَى لَيْلَى لِتَوِّي<br />لِكُلِّ تَعَانُقٍ كَشْفٌ وَفَتْحٌ<br />وَكَأسٌ لا تُرَاقُ لِغَيْرِ كُفْوِ<br />وخمرٌ أَدْمَنَتْنَا فَهْيَ تَسْعَى<br />لَنَا كَالبِنْتِ تُغوَى حِينَ تُغوِي<br />وَمَنْ عَنْ جِسْمِهِ يَبْغِي سُمُواً<br />فَذَا لَمْ يَدْرِ مَا مَعْنَى السُّمُوِّ<br />هَوَاها مُعْرِبٌ لُغَةَ اللَّيالي<br />كَكُوفيٍّ يُعَلِّمُ أهلَ مروِ<br />يشكَّلُها كَنَحَّاتٍ مُدِلٍ<br />يَشُوبُ جَلالَ صَخْرَتِهِ بِلَهْوِ<br />وَصَخْرَتُهُ الزَّمَانُ غَدَت بِسَاطاً<br />بِكَفَّيهِ فَيَنْشُرُها وَيَطْوِي<br />هَوَاهَا كَعْبَةٌ والكَوْنُ وَفْدٌ<br />لَهُ لَجَبٌ وتَلْبِيَةٌ تُدَوِّي<br />وفي بالي حَمَامٌ لا يُبَالي<br />بِهِمْ يَأوِي إِلَيْها حِينَ يَأوِي<br />كأنَّ اللهَ أقْطَعَه سماءً<br />فَأَكْرَمَ هَذِه الدُّنْيا بِجَوِّ <br />يَطِيرُ ثُنىً ثُنىً مِثْلَ القَوَافِي<br />فَأنَقُل ُ شِعْرَهُ حَذْواً بِحذْوِ<br />وَيَكْتُبُني وَيَمْحُوني قَلِيلاً<br />فَدَيْتُ يَدَيْهِ في خَطٍّ وَمَحْوِ<br />لذاكَ أقولُ طَارَ الطَّيْرُ نَحْوِي<br />لأَرْوِيَ عَنْهُ أَشْعَارَاً وَيَرْوِي<br />