تميم البرغوثي : كَلامي خُيول<br /><br />كلامي خيولٌ ما تكل عتاقُها<br />سواء عليها حبسُها وانعتاقُها<br />إذا انطلقت جازت إلى حيث تشتهي<br />يُظَنُّ حراماً فوق ذاك انطلاقها<br />وإن قيدت دون المدى جرت المدى<br />إليها بعينيها وفي القيد ساقها<br />أرى كل شيء أحرفاً عربية<br />ترادفها لا ينتهي وطباقها<br />كأن السما والأرض نص قصيدة<br />ولم يكُ إلا من كلامي اشتقاقها<br />وقفت بأطلال الأحبة سائلاً<br />على صحبة ما جمعها وافتراقها<br />وليس مرادي دار ليلى وإنما<br />مرادي بلادي شامها وعراقها<br />بلاد العيون السود نحن رقيقها<br />بلاد السيوف البيض نحن رقاقها<br />وكانت من الأشعار تُبنى بيوتها<br />رنين القوافي نطقها ونطاقها <br />فصارت تنافي الشعر حتى كأنما<br />علينا إذا شئنا الكلام اختلاقها<br />علينا اختلاق الدار حتى نحبها<br />ولا يتساوى حبها ونفاقها<br />كما تفعل الأطفال تختلق الدمى<br />فهن إذا قل الرفاق رفاقها<br />بنفسي، ونفسي من نفوس كثيرة<br />بقية أجساد براها اشتياقها<br />سنَبْني بِلاداً بالحروفِ بَدِيلَةً<br />سِياقُ القَوافي العَالِياتِ سِياقُها<br />زخارفُ في سرج نمت وتعانقت<br />فأثمر حقلاً من كرام عناقها<br />وبئر بموماة أحسَّت بوحشة<br />فقامت عليها قبة ورواقها <br />وخيل تدير الأرض شدة جريها<br />وليس تدور الأرض لولا سباقها <br />تريق دم الأنذال وهي طليقة<br />بكل دم أجراه منها وثاقها<br />وإن التي لم تعط للصبح حقه<br />وضاق به ميدانُها وزقاقُها<br />ستعرف صبحاً من شموس كثيرة<br />وليلة طيب والنجوم حقاقها <br />أرى شبه العنقاء فيها فربما<br />يكون لزاماً كي تعيش احتراقها<br />