Surprise Me!

تميم البرغوثي : الدولة : الضبع و الغزالة

2020-07-03 7 Dailymotion

تميم البرغوثي : الدولة : الضبع و الغزالة<br /><br />ضبعٌ تهاجمُ سِرْبَ غُزلانٍ فَتَهْرُبُ كُلُّها<br /> <br />رَسَمَتْ حوافرهُنَّ عَشْرَةَ أفرعٍ في الأرضِ عشوائيةً <br />والضبعُ تعرفُ أنه لا وقتَ كي تحتارَ فيما بينَها <br />تختارُ واحدةً لتقتُلَها <br />حياةُ غزالةٍ ومماتُها أمرٌ يُبَتُّ بسُرْعَةٍ <br />لا تعرف الضبعُ الغزالةَ، لا عداوةَ، لا تنافُسَ <br />رُبما لو كان يومًا غيرَ هذا اختارتِ الأُخرى<br /><br />وحتى بعد مَقتلِها، سَتَعْجَزُ أن تقولَ الضبعُ إن سُئِلَتْ <br />لِمَ اختارَت غَزَالَتَها التي قَتلَتْ <br />ولكنِّي أظنُّ الضبعَ تَعلَمُ جيّداً، بتَوازُناتِ الخَوف<br /><br />إنَّ السِّربَ، كُلَّ السِّربِ، لَو لم يَرْتَبكْ، لو قامَ يَرْكُضُ نَحْوَها <br />طُحِنَتْ عِظَامُ الضبعِ تحتَ حوافرِ الغزلانِ مُسْرِعَةً <br />فَقَطْ لَوْ غَيَّر السِّربُ اتِّجاهَ الرَّكْضِ، عَاشَ جَمِيعُهُ <br />وأَظُنُّ أَنَّ السِّرْبَ يَدري باحتِمالِ نَجَاتِهِ <br />لكنَّ كلَّ غَزَالةٍ تَخْشَى تَخَاذُلَ أخْتِها لو أَنَّها فَعَلَتْ <br />فَتَخْذِلُ أخْتَها <br />والأختُ خَائِفَةٌ هِيَ الأُخْرَى فَتُسْلِمُ للرَّدَى تِلكَ التِي خَذَلَتْ <br />فَتَحيا كُلُّ وَاحِدَةٍ بمُفْرَدِها <br />وَتُقْتَلُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بمُفْرَدِها <br />وَلَكن، رُبما، وَلِرَحْمَةِ الله الكريمِ عِبَادَهُ، <br />هَجَمَتْ غُزيِّلَةٌ عَلى ضَبْعٍ بلا تَفْكِير<br />وَتَتَابَعَتْ مِنْ بَعدِها الغُزْلانُ مِثْلَ تَتَابُعِ الأَمْطارِ في وِدْيَانِها <br />في هذه اللحظاتِ تَعْلَمُ أن حُسْنًا ما عَظِيمًا <br />سَوفَ يَأتي <br />ربما وَلَدٌ يُكَلِّمُ أَهْلَهُ في المَهْد أو يَتَنَفَّسُ الصُبْحُ الذي في سُورَةِ التَّكْوير <br />لا أقصدُ التشبيهَ أو سَبْكَ المَجَازِ، ، <br />فَقَطْ أريدُ القَوْلَ والتَّذْكِير <br />هذا الكلامُ حَقِيقَةٌ عِلْمِيّةٌ يا أَهْلَنَا <br />الضبعُ أَضْعَفُ من فَرَائِسِها، <br />وأجْبَنُ مِنْهُمُ <br />بكَثِـيــر..<br />

Buy Now on CodeCanyon