تميم البرغوثي : الــغــول<br /><br />أين الهوى من منازل الغول وربع جنٍ خالٍ ومأهولِ<br />حيث الصدى قبل الصوت مبتدئٌ يعطي الإجابات غير مسؤولِ<br />ترى ظلالًا ولا ترى أحدًا تذرعها من ميلٍ إلى ميلِ<br />من أثر السيل والرياح بها ما يشبه النقش بالأزاميلِ<br />تظن تعريج صخورها صورًا كالحلم مطموسة التفاصيلِ<br />صفوف أسرى أعناقهم سردت سردًا فمغلولٌ خلف مغلولِ<br />ورجل نمرودٍ فوق أرؤسهم مزين النعل بالتراتيلِ<br />نصف إلهٍ ونصف غانيةٍ من الدماليج والخلاخيلِ<br />قرونه تاجه تحيط به أشعة الشمس كالأكاليلِ<br />له حروبٌ يشنها أبدًا على سواه من التماثيلِ<br />فأرضهم بينهم تداولها الأصنام من ظافرٍ ومفلولِ<br />حتى إذا الدهر ملهم وعلا الدهر عيلهم دون تبجيلِ<br />جاء مشاة البحار فاختلجو الشعاب من معلومٍ ومجهولِ<br />واختلط الجن في سواحلها من الأساطير والأساطيلِ<br />وأحمر الوجنتين نقب عن تلك النماريد بالغرابيلِ<br />نفض عنها الثرى وأجلسها تحكم بين الفرات والنيلِ<br />ضاقت على أهلها بما وسعت بلادنا ذات العرض والطولِ<br />فقلب الطرف حيث شئت فلن ترى سوى قاتلٍ ومقتولِ<br />وآمرٍ بالهلاكِ مؤتمرٍ بمثله من جيلٍ إلى جيلِ<br />ومالكٍ آكلٍ رعيته وللغزاة الأغراب مأكولِ<br />ولا يبالي ما هدمت يده كالفيل لولا براءة الفيلِ<br />وإن يهنكم وتعرقوا خجلًا لا ينتحي الذل بالمناديلِ<br />أبكي ديارًا جمالها مثلٌ يذكر في قرآنٍ وإنجيلِ<br />يوجعنا ذكرها إذا ذُكِرَت كرقض ظبيٍ أمام مشلولِ<br />إلى متى نحن في سلاسلهم والثأر من تأجيلٍ لتأجيلِ<br />نطيع وهمًا من صنع أنفسنا ونلبس الحق بالأباطيلِ<br />غيلانكم خوفكم يحركها تحرك الظل بالقناديلِ<br />والخوف رزق الملوك ما برحت تبيعه من محضٍ ومعسولِ<br />والحق أن الغيلان مضحكةٌ فحدقوا في عيونها الحولِ<br />قتلتموها من قبل وانقتلت والخوف معنى تلون الغولِ<br />تخاف منكم لذا تخوفكم بالكذب المحض والتهاويلِ<br />فيم تظنون الجيش مدرعًا مقابل العزل المهازيلِ<br />أكلما جئتكم وكلت إلى وعدٍ ليوم الحشر ممطولِ<br />لله قلبي الآمال توئسهُ واليأس يهديه كل مأمولِ<br />ستأكل الغول من يخاف ومن يقدم عليها فغير مخذولِ<br />