نهارٌ تحكّمت به "العفاريت الزّرق" لعيونك فجمعةُ أنصارِ المستقبل لم تشأْ أن تتقبّلَ العزاءَ برحيلِ حكومةِ سعد الحريري وقرّرتِ التعبيرَ عن غضبِها في شوارعَ رئيسةٍ مِن بيروتَ نهارًا وامتدادًا نحوَ طريقِ الناعمةِ والجية مساء ومعَ تصاعدِ حِدةِ الاحتجاجات كان الحريري يَكتفي بمخاطبةِ جُمهورِه عَبرَ تغريدةٍ وعلى طريقة "إلى كل الي بيحبوني وحشتوني" والتويتر لم يخفّفْ حِدةَ التوتّر لا بل إنّ المناصرينَ حبَسوا العابرينَ ساحلاً داخلَ سياراتِهم وانتظر الشارعُ ظهورَ الموفَدِينَ والرسل مِن تيارِ المستقبل ليُهدِّئوا مِن روعِ مناصرين قَطعوا الطريقَ على الرئيسِ المكلّف حسّان دياب لكنّهم كانوا بذلك يقطعونها على الناس وفي المقابل كان دياب يُنقّلُ الخُطى بينَ رؤساءِ الحكوماتِ السابقين لكنّ الموعدَ في دارِ الفتوى لم يَحن أذانُه بعد إذ ظلَّ الرئيسُ المكلّفُ مِن دونِ تكليفٍ شرعيّ وإلى حينِ موعدِ الصلاة فإنّ دياب توضّأَ في بيتِ الوسَط معلناً أنه حصلَ على كلِّ دعمٍ من الحريري وفي الطريقِ إلى الحكومةِ وصل ديفيد "هيل لا هيلا هوو " متأخراً يومًا واحدًا تمّ فيهِ التكليفُ وبدأنا مرحلةَ التأليف كما أبلغه رئيسُ الجُمهورية ميشال عون. وأمامَ الرئيس ِالسابقِ سعد الحريري قال وكيلُ وِزارةِ الخارجيةِ الاميركيةِ للشؤونِ السياسيةِ السفير ديفيد هيل أنْ ليس للولاياتِ المتحدةِ أيُّ دورٍ أو كلمةٍ أو قرارٍ حِيالَ مَن يرأسُ الحكومةَ وأعضائِها والدورُ الأميركيُّ المفقودُ في التّسمياتِ الحكومية موجودٌ بالفساد إذ إنّ ديفيد هيلا حَرَصَ في بعبدا وعينِ التينة وبيتِ الوسَط على تَكرارِ أن واشنطن تدعَمُ محاربةَ الفسادِ المُستشري وهي مستعدةٌ لمساعدتِه في فتحِ صفحةٍ جديدةٍ منَ الإزدهارِ الاقتصاديّ يتّسمُ بالحوكمةِ الجيدةِ الخاليةِ مِن الفساد لكنّ ديفيد هيل نفسَه صديقٌ لزعماءِ الفساد وبلادَه عينَها دعمَت ورعَت ِالفاسدينَ وتعاملَت معهم ثلاثينَ عاماً ولم يصادفْ أن سَمِعَ اللبنانيونَ ولو مرةً واحدةً أميركيًا واحدًا يُطلقُ معاركَ محاربةِ الفسادِ في هذا البلد لا بل كان الأميركيُّ يتعاملُ معَ الجمَل بما "حمَل" معَ دولةٍ فاسدةٍ برجالاتِها ومؤسساتِها ويراقبُ ويدقّقُ في كلِّ دولارٍ واردٍ ومصدَّر فلا هُم خوفُهم اليومَ على دولةٍ نظيفةٍ منَ الفساد ولا قلوبُهم على المتظاهرينَ ومطالبِهم<br />وخطُّ هيل الموصولُ بخطِّ هوف يستطلعُ في بيروتَ أعماقَ البحارِ أولاً بوليصةَ تأمينٍ لإسرائيل أما الثانياً الحكومي فإنّ الزائرَ الأميركيَّ ينقّبُ عن حكومةٍ أيا كان اسمُ رئيسِها وإن لم تدخُلْها القواتُ والمستقبلُ والاشتراكيّ فالمُهمُّ لديه هو ألا يَدخُلَها حزبُ الله وهو الشرطُ الذي كانت وضعته اميركا على سعد الحريري ولم يتمكنْ من تنفيذِه مستخدماً في الطريقِ إِليه ثلاثةَ أسماءٍ للحرق ومطوقًا دارَ الفتوى بالمباعيةِ له وحدَه وهو لوِ اعترف قبلَ خمسينَ يومًا بالعجزِ وقلةِ الحِيلة وبأنه لا يريدُ جنةَ السرايا كما فعل من ثلاثةِ أيامٍ لَوفّرَ على البلادِ كلَّ هذا الاستنزافِ الذي دفعَه الناسُ مِن شوارعِهم ومصارفِهم وقوتِ يومِهم. إلى أن جاءَت طاولةُ جبران باسيل الثانيةُ وقلَبَت كلَّ المعادلات وعند هذا الخطّ الذي أصبح واضحاً في السياسة هل يكونُ حسّان دياب الضحيةَ الرابعة؟
