غلب الطبع التطبع وعادت لحليمة طبيعتها القديمة وعادت الحكومة تستجدي عطف المحسنين علما أن سياسة كسر يد المواطن والشحاذة عليها في الخارج هي سياسة عليا للدولة منذ انتهاء الحرب الأهلية حيث تمكنت بالتسول والتوسل من الحصول على قروض سوبر ميسرة تماما كما حدث في مؤتمري باريس واحد وباريس اثنين اوضح . <br />وقبل باريس وبعده كانت الرحلات الدورية الى الخليج تثمر مكارم <br />سعودية حينا وغيوث إغاثة قطرية حينا آخر <br />أما اليوم ولأن الزمن لم يعد زمن عواطف فلم يعد هناك من حل للحصول على المال سوى الاستدانة بشروط السوق.<br />حيث يشكل صندوق النقد في هذا الإطار خيارا يتحمس له فريق سياسي كبير<br />في مقابل هذا الفريق فريق آخر يرى في صندوق النقد حصان طروادة للولايات المتحدة ويدعو الى تيميم الوجه شطر الشرق وتحديدا شطر الصين <br />بطبيعة الحال ما من شيء يمنع من البحث عن البحث عن مساعدات mdae in china شرط أن يتنبه اللبنانيون الى أن بكين ليست كرما على درب وأن رئيس دولة عملاقة بحجمها لن يفتح خزائنه طمعا بلافتات <br /> من نوع شكرا صين أو شكرا أبو علي بينج <br />ولعل تجربة سريلانكا تصلح مثالا يمكن الاستفادة منه<br />اقترضت كولومبو من بكين مبالغ تقارب ثمانية مليارات بفوائد تجاوزت ستة في المئة ولما حان وقت السداد من دون أن تتمكن الدولة المدينة من الدفع استحوذت الصين على خمسة وثمانين في المئة من مداخيل واحد من اهم موانيء سريلانكا والمنطقة الصناعية المحيطة به <br /><br />حال سريلانكا هي نفسها حال دول أخرى وضعت بكين يدها على مناطق حيوية فيها بسبب عجزها عن سداد ديونها مثلما حدث لكينيا التي ما زالت تواجه مخاطر خسارة ميناء بومباسا الشهير والمالديف التي أجرت بكين إحدى جزرها لخمسين عاما كبديل من قرض بقيمة مليار دولار عجزت عن سداده وبنغلادش التي تخلفت عن دفع قروض بعشرات مليارات الدولارات في مقابل التنازل عن مرفأ شيتاغونغ الحيوي<br /><br />هي الصين اذا البلاد التي لا يرتفع أدرينالين العاطفة لدى صناع القرار فيها بل تقارب كل الامور من زاوية المصلحة الوطنية وعليه فإن لبنان الذي يعد حيا صغيرا في قرية صغيرة في محافظة صغيرة في ولاية صغيرة كولاية وو هان لن يرى بالعين المجردة الصينية الا إن كان لبكين مصلحة وإن أعطى السيد شي جين بينغ فسيعطي من شان شي وحين نعرف من شان شو يصبح لكل حادث حديث