مقدمة النشرة المسائية 05-03-2021<br />من روما القداسة إلى عراقِ الحضارة رحلةُ حجٍّ تاريخية هي الأولى يُجريها رأسُ الكنيسةِ الكاثوليكية مرحَّباً به من شعبٍ ونهرَين وعلى أرضِ الرافدين رسالةٌ واحدة: المسيحيون هم أهلُ هذهِ الأرض وملحُها ولا يمكنُ تصوّرُ الشرقِ مِن دونِهم تحدّى البابا فرنسيس جائحةً قطَعت أوصالَ البشرية وحقّق حُلماً راود كلَّ أسلافِه البابوات فسار على أرضِ إبراهيمَ وهلالِها الخصيبِ في مَنشأِ الفكرةِ الدينيةِ وبلادِ الحضارةِ والثقافةِ والعلوم. وفي زيارةِ الأيامِ الأربعة سيَجمعُ البابا جهاتِ العراقِ الأربعَ بغداد، المَوصِل، البصرة وأربيل من العاصمة كانت البدايةُ باستقبالٍ فولكلوريٍّ على أرض ِالمطار ثُمّ رسميٍّ في قصرِ بغداد ومن هناك حيّا البابا أتباعَ كلِّ الديانات وقال جئتُ إلى العراق حاجّاً وعلينا أن نتطلّعَ إلى ما يوحّدُنا بدلاً مما يثيرُ الانقسامَ بينَنا شجع البابا الحوارَ ودعا إلى الاعترافِ بكلِّ المجتمعات والاتجاهات انتقد العنفَ والصراعاتِ الطائفيةَ التي قامت على الأصوليةِ وجَلَبَت كلَّ هذا الموتِ والدمار وقال لا يجوزُ استخدامُ اسمِ الله لتبريرِ أعمالِ القتل والبطش.حلّ البابا رسولاً على كنيسة ِسيدةِ النجاة في بغداد قبل أن يُكملَ مسيرَ حجِّه إلى النجفِ الأكرمِ حيث عُدَّت زيارتُه عزةً للطائفة الشيعية أما الناصريةُ فاستقبلته بهلا بابا هلا بابا البابا كان وعد لبنانَ بزيارةٍ وخصَّه بصلواتِه وأعرب سابقاً أمامَ سفراءِ السلكِ الدبلوماسيّ لدى الكرسيِّ الرسوليِّ عن أُمنيّتِه أن يشهدَ لبنانُ التزاماً سياسياً وطنياً ودولياً يُسهمُ في تعزيزِ الاستقرارِ في بلدٍ يواجهُ خطرَ فِقداِن هويتِه الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية وفي رسالةٍ وجّهها إلى اللبنانيين لمناسبةِ ذكرى الميلاد ناشد القادةَ السياسيين والروحيّين اللبنانيين أن يسعَوا وراء المصلحةِ العامة لأنّ وقتَهم وعملَهم للدولةِ وللوطن الذي يمثّلونه لكنّ المسؤولين تبارزوا للترحيبِ بزيارتِه أرضَ العراق وخالفوا وصاياهُ على أرض ِلبنان والشعبُ اللبنانيُّ الذي وصفه البابا بأنه يحمِلُ إلى العالمِ بأسرِه شذا الاحترامِ والعيش معاً والتعدّديّة صار همُّه ملاحقةَ عُلبةِ حليب فيما المسؤولون مختبئونَ في عُلَبِهم ويتمترسون خلف حمايةِ الحقوق للتعطيل وأثلاثٍ ضامنةٍ لبقائِهم على حسابِ قيامِ الإصلاح ومحاربةِ الفساد وقيامِ دولةِ المؤسسات. دخلت البلادُ في فوضى التجارِ وجنونِ الأسعارِ على نارِ ارتفاعِ الدولار فيما الطبخةُ الحكوميةُ لم تستوِ بعدُ ومشاوراتُها وإن لم تصلْ إلى طريقٍ مسدودٍ إلا أنّها لم تبلُغْ حدَّ التمرّدِ على الوساطات فالأسبوعُ المقبلُ سيجمعُ بكركي بحارة حريك ومن "هنا بيروت" الأمينُ العامُّ لتيارِ المستقبل أحمد الحريري نأى بنفسِه عن التصويبِ على حزبِ الله وطالب الحزبَ بألآ يتلطّى وراءَ التعطيلِ الذي يمارسُه جبران باسيل الذي يناورُ لإطالةِ أمدِ الفراغ وقال إنّ المطلوبَ رفعُ يدِ جبران عن رئاسةِ الجُمهورية ومعَ الأسف فإنّ الرئيسَ عون هو معَطَّلٌ ومعطِّل وهذه المؤسساتُ خرَجت منها روحُها.. وسَطَ حربٍ ضروسٍ تشهدُها المتاجرُ نيلاً لموادَّ اساسيةٍ مدعومةٍ ومفقودة والخارجُ الى الشارعِ أيضاً مفقودٌ معَ تقطّعِ سُبُلِ ال