بيروت نفسها لم يكن في سابع حساباتها ان يأتي يوم تصطف فيه على طوابير الخبز والدواء والوقود، وهي التي كانت تتأنق لاستقبال السياح<br />والوفود.<br /><br />لم يدر بخلد المودعين في البنوك اللبنانية أن أموالهم المسترخية في خزائنها الأمنة قد تختفي على غرار لعبة الحاوي لطلاب المدارس<br />عندما يضع قطعة نقود في منديل وينفخ فيها فتتلاشى وتزول..<br /><br />في وقت كان يتباهي فيه اللبنانيون برصيدهم من الذهب ونظامهم المصرفي الذي تحدى الأعاصير ووقف أمام الصعب.<br /><br />ولكن بين ليلة وضحاها نفخ في قطعة القماش وكله ذهب.<br /><br />ورمى السحرة بعصاهم واللبنانيون في انتظار عصى موسي وقد طال الانتظار.<br /><br />ثمن صفيحة البنزين في لبنان يعادل الحد الأدنى للأجور، فيا لسخرية القدر وفن اللامعقول.<br /><br />أربعون في المئة من اللبنانيين ذهبوا لصناديق الاقتراع، أملاً في تغيير واقعهم بقدر المستطاع، وستون في المئة اكتفو بالتأمل في ملهاة<br />السحب والابداع.<br /><br />والواقع يقول أن ثمانيين في المئة تراجعو خلف خط الفقر يدفعون ثمن الصراع.<br /><br />ويبقى السؤال هل يملك ذات الطبيب إمكانية العلاج والانتقال، أم في وجوده تتلاشي الامنيات والآمال؟