رسالة إلى أبي رُغال<br /> شعر: علي طه النوباني<br />تَوارَ فَـإِنَّ سَــــــــــــــــــــــــــــــــوادَكَ بـــادِ<br />وَوَجهُـكَ أُسُّ خَـــرابِ البِــــــــــــــــــــــلادِ<br />وَأنتَ خُــــــــــــــــــــــــــواءُ الطَّريقِ وَأنتَ<br />غِيابُ الهُدى في القُرى والبَوادي<br />وَأنتَ حِــــــــــــــــــــــــــــدادٌ يُغطّي مَدانا<br />وَأنتَ غُـــــــــــــــــــــــرابٌ غَفا في الرَّمادِ<br />وَأنتَ الهَــــــــــــــــــــــــزيمَةُ في كُلِّ فَجرٍ<br />وَأنتَ الرَّداءَةُ في كُـــــــــــــــــــــــــــــلِّ نادِ<br />وَلولا نَراكَ تُفرِّخُ شُــــــــــــــــــــــــــــــــؤماً<br />لَكُــنْـتَ عِداداً بِصَـــــــــــــــــــــفِّ الجَمادِ<br />وهذا التُّرابُ تَناســــــــــــــــــــلَ عِشْقاً<br />فَلَيسَ يُســــــــــــــــــــــــــاكِنُ قَفزَ الجَرادِ<br />خَذلْتَ المَواسِــــــــــــــمَ والزَّهْرَ لُؤْماً<br />وَأَطلقْتَ نارَكَ صَـــــــــــــوبَ الجَوادِ<br />وَيَوماً سَــــــــــــــــــتَهوي جَريحاً ذَليلاً<br />وَتَفنى وَحـــــــــــــــــــــــيداً بِغَيرِ عِدادِ<br />وَأُمُّ المَعـــــــــــــــــــــــارِكِ جاءَتْ مِراراً<br />فَأَســـــــــبَلْتَ فيها فُصــــــــــولَ الحِدادِ<br />خَذَلْتَ الرُّجـــــــــــــــــولَةَ وَالحَقَّ لُؤْماً<br />وَجانَــبْتَ مَجــــــــــــــداً طَويلَ العِمادِ<br />وَسَـــــــــــــــــــــوفَ أُبَدِّلُ جِلدي بِشَوكٍ<br />إِذا ما سَــــــــــــــــــــــمِعْتُكَ يوماً تُنادي<br />سَـــــــــــــــأَنفِي المَوانئَ إِنْ كُنــتَ فيها<br />وَأُطفِئُ فيها شُــــــــــــــــــــــــموعَ الوِدادِ<br />وَأَقصِــــــــــــــــفُ صَوتَكَ والأُفقُ يَغلي<br />وَأَكتُبُ وَحدي فُصــــــــــــــــــولَ الرَّشادِ<br />لِأَنــــــَّكَ مَـــــــــوْتٌ، لِأَنـــِّيَ صَــــــــــــوْتٌ<br />لِأَنَّ المَشـــــــــــــــــــــــــــــاعِلَ مَجدٌ يُنادي<br />أقاوِمُ حَشْـــــــــــــــــدَ الوُحوشِ الضَّواري<br />وَأَنتَ تُغازِلُ فُجْرَ الأَعـــــــــــــــــــــــــــــــادي<br />سَــــيَهوي الرَّقيعُ، وَيَعلو الرَّبيـــــــــــــــــعُ<br />وَتَمضي بِعــــــــــــــــــــــــــــــــارِكَ واداً لِوادِ<br />وَمِثلُكَ لَمْ تَصــــــــــــــــــــــطَفيهِ المَثاني<br />فَأَثــخن طَعْناً ظُـــــــــــــــــــــــــــــهورَ العِبادِ<br />دَعَتْكَ الثــُّريا فَأَســـــــــــــــــــــــبَلــْتَ جَفْناً<br />كَســــــــيراً لِتَسْـــــــــكُنَ تَحْـــــــــتَ الرَّمـــادِ<br />فَما نِلْتَ مَـــــــجـــداً أَثيـــــراً يُحـــــــــــــاكى<br />ولا غِبْتَ عَنْ صَـــــــــــفَحاتِ السَّـــــــــــوادِ<br />سَــــنَطوي الرِّســــــــــــــالَةَ والدَّربُ يَبْقى<br />وُســـــــــــــــــومَ المُحـــــــــــارِبِ بَينَ الوِهادِ<br />وَيَكفِيكَ أنـــَّكَ سَــــــــــــــــــــطرٌ قَصـــــــــيرٌ<br />تـَقـَــنـَّعَ وَحــــــــــــــلاً وَما رَدَّ عــــــــــــــــــــادي<br />تـَقـَــنـَّعَ وَحـــــــــــــــــــلاً وَما رَدَّ عـــــــــــــــادي<br /><br />