mahmoud darwich هي في المساء وحيدة-محمود درويش <br /><br />هي في المساء وحيدةٌ، <br />وأًنا وحيدٌ مثلها... <br />بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ <br />طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا] <br />هي لا تراني، إذ أراها <br /><br />حين تقطفُ وردةً من صدرها <br />وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني <br />حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً... <br />هي لا تُفَتِّتُ خبزها <br />وأنا كذلك لا أريق الماءَ <br />فوق الشًّرْشَف الورقيّ <br />[لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا] <br />هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها <br />وحدي. لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟ <br />قلت في نفسي- <br />لماذا لا أَذوقُ نبيذَها؟ <br />هي لا تراني، إذ أراها <br />حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها... <br />وأَنا كذلك لا أراها، إذ تراني <br />حين أَخلَعُ معطفي... <br />لا شيء يزعجها معي <br />لا شيء يزعجني، فنحن الآن <br />منسجمان في النسيان... <br />كان عشاؤنا، كُلٌّ على حِدَةٍ، شهيّاً <br />كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ <br /><br />لم أكن وحدي، ولا هي وحدها <br />كنا معاً نصغي إلى البلَّوْرِ <br />[ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا] <br />هِيَ لا تقولُ: <br />الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا <br />ويُمْسِي فِكْرَةً. <br />وأنا كذلك لا أقول: <br />الحب أَمسى فكرةً <br /><br />photos/vidéos : ridha sellami <br />http://www.skhira.net