الذكر الرابعة لرحيل محمود درويش 8 سبتمبر<br /><br />لم تأتِ. قُلْتُ: ولنْ...إذاً<br />سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي<br />وغيابها:<br />أطفـأتُ نار شموعها،<br />أشعلتُ نور الكهرباء ،<br />شربتُ كأس نبيذها وكسرتُهُ،<br />أَبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعةِ<br />بالأغاني الفارسيّة.<br />قلت: لن تأتي. سأنضو رَبْطَةَ<br />العنق الأنيقة (هكذا أرتاح أكثر)<br />أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياً<br />لو شئتُ. أجلس بارتخاءِ القُرْفُصاء<br />على أريكتها، فأنساها<br />وأنسى كل أشياء الغياب/<br />أعَدْتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتنا<br />إلى أدراجها. وفتحتُ كُلّ نوافذي وستائري.<br />لا سرّ في جسدي أمام الليل إلاّ<br />ما انتظرتُ وما خسرتُ...<br />سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها<br />(عطرته برذاذ ماء الورد والليمون)<br />لن تأتي... سأنقل نَبْتَةَ الأوركيدِ<br />من جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبها<br />على نسيانها...<br />غَطّيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أَرى<br />إشعاع صورتها... فأندم/<br />قلتُ: أنسى ما اقتَبَسْتُ لها<br />من الغَزَل القديم، لأنها لا تستحقُّ<br />قصيدةً حتى ولو مسروقةً...<br />ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السّريعةَ واقفاً<br />وقرأتُ فصلاً من كتابٍ مدرسيّ<br />عن كواكبنا البعيدةْ<br />وكتبت، كي أنسى إساءتها، قصيدة<br />هذي القصيدةْ!<br /><br />photos/vidéos<br />ridha /skhira 2012<br />http://www.flickr.com/photos/ridha-sellami/sets/